أفلا أخبركم بأمر تدركون به من كان قبلكم. وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا. وتكبرون عشرا. وفي رواية أبي ذر الغفاري: ان لكم بكل تسبيحة صدقة وبكل تكبيرة صدقة وبكل تحميدة صدقة وفي بضع أحدكم صدقة إلخ قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر،
قال تعالى «وَاسْتَمِعْ» يا سيد الرسل لما أخبرك به من حال يوم القيامة الذي قصصناه عليك كيف يكون «يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ» أهلها بالنفخة الثانية «مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ 41» قربا نسبيا من السماء إذ يقف على صخرة بيت المقدس، وهي على ما قيل بمكان أقرب الى السماء من الأرض بثمانية عشر أو اثني عشر ميلا وانها وسط الأرض، فيقول بصوت يسمع فيه أقطار الأرض كلها ولحج البحار وبطون الأودية ورؤس الجبال بدلالة قوله تعالى «يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ» وكيفيّتها أيتها العظام النخرة البالية والأوصال المنقطعة واللحوم الممزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء «بِالْحَقِّ» يوم البعث والجزاء والحشر، ويقال هلموا لهذا فتستجيب تلك الذرات لأمر الرب وتلنئم كلها على بعضها، لا يعزب منها ذرة حتى تكون جسدا كما كانت في الدنيا، وتدبّ فيها الحياة بأمر محيي الموتى، فيا أيها الناس «ذلِكَ» يوم النداء هذا هو «يَوْمُ الْخُرُوجِ 42» أي خروج الأموات من مدافنها والذرات من أماكنها وهو يوم التئامها وتكوينها في بعضها كما كانت في الدنيا، ليعلم هؤلاء المنكرون حقيقته عيانا «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي» الخلق في الدنيا «وَنُمِيتُ» من نخلقه فيها بعد انقضاء أجله «وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ 43» اي الحياة الأخرى في الآخرة «يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ» بالبناء للفاعل وقرىء المفعول وقرىء بتشديد الشين للتكثير وقرىء بتاءين، وهذه كلها جائزة، راجع بحث القراءات في المقدمة. فيخرجون «سِراعاً» إلى أرض الحشر بدليل قوله «ذلِكَ» أي يصير هذا الأمر العظيم «حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ 44» جدا هين بالنسبة لقدرتنا إذ